كنت في طريقي الى القاهرة لحضور اجتماع في الشركة وحضور حفل تكريم أقامها الزملاء لأجل ديواني بنت عاديه جدا
حسنا وفقت ولله الحمد وكان يوما رائعا
على محطة المنيا بدت الرحلة جميلة ببداية ملاحظاتي على رصيف المحطة لزوجين في سن الشيخوخه ... قررت وقتها انهما قلمي القادم ... انتشيت ... وركبت القطار ونظري معلق بهما .. اخرجت القلم والورقة ...ثم لا
سأحتسي فنجانا من الشاي اولا فانا مرهقة جدا اذ سافرت بعد يوم عملي المعتاد ...
أخرجت صحيفة الدستور ورحت أقرأ ... ابراهيم عيسى من أفضل من أقرأ لهم وسأبدا به حتما ...
العنوان : صعيدك يا مصر
قرأت بنهم ... لترحل النشوة ويحل الألم وتغير الأفكار في عقلي ثوبها المطرز بالورد الى خيوط رمادية من مشاهد سيطرت علي بشدة
لم يفاجئني مقال ابراهيم عيسى المليء بالاحصائيات والأرقام التي تعرض حالة صعيد مصر ، بشكل موجع بل على العكس أظن ان الأرقام كانت اكثر رفقا بنا من الواقع الذي أراه ... نعم أراه فقد ذكرت في المقال مثلا مدينة ملوي كمثال مذكور بالاحصائيات على التخلف وقلة الخدمات ونسب الفقر لأبتسم ساخرة ان ملوي بمقاييس أهل المنيا هي اكثر مدنها رفاهية وغنى .. ولأتذكر عدد المرات التي سقطت انا فيها على وجهي في أكبر شوارعها الرئيسية من جراء الحفر ... ورأيت فيها متحفا بلا أي شيء لا تحف ولا زوار ... وقصورا فاخرة ينشر على أسطحها الثيبا ... وفقراااااااااء فقراء يا ربي كما يجب ان يكون الفقر !!!! في المنيا عزيزي ابراهيم عيسى مراكز كاملة بلا شبكة مجاري ... في المنيا كل الدخل يذهب لتزيين للكورنيش الذي يعد مزارا سياحيا جميلا بلا سياح على الاطلاق ولله الحمد ، في حين يقبع الفقر والمرض خلف آلاف البيوت في محافظة جلها ريف ... يا الهي ... ريف .....!!! وكيف لانفلونزا الطيور ألا تبدأ طريقها من هنا اذن ؟ نعم ليس الصعيد فقط من يحمل دماء ذبح هذا الوطن لربع قرن لكنه الأكثر قتلة ... ولي ... الألم الأكبر
ومن قطار الصعيد مرورا بمذبحة بني مزار _ انا من بني مزار لمن لا يعلم _ الى العبارة وصولا الى انفلوزنزا الطيور ... ومدن كاملة تعج بالجهل والفقر والمرض والتجاهل ثم التجاهل ثم التجاهل .... وثمن لا يزال يدفع... ام ان الحساب لا يزال في بدايته
هل جرب احدكم ان يعمل في الدعاية الطبية بمدن الصعيد
لا تجرب فما أراه في العيادات تشيب له الولدان
هل جربت ان تصاب بنزلة برد يوم الاعلان عن ظهور انفلونزا الطيور في مصر ....؟ انا جربت ... ولكن هل يبدو الموت مخيفا الى هذا الحد حين تكون حياتك المدركة هي غمامة منقشعة
على هذا الوطن من جانب عقلك جاثمة على القلب ؟
اغفراو لي مقال غير مرتب
فأعراض الانفلونزا :) مع القلق على أهلي واخوتي ووطني كله، مع الشعور المفرط بالعجز ... يصنعون كلماتي التي سأضغط الآن زر ارافاقها دون مراجعة ....