حاولت ان أفعل أي شيء أخفف به عن ضميري هذا الشعور المميت بالخزي
بكيت
فجفت دموعي في لحظة
كأنني فقدت حتى مشاعري
او كانها تبلدت كلون السماء المغبر ووجوه الآخرين وصوت نعل حذائي على أرض صيفية جداوانا امشي وأمشي الى لا شيء في الحقيقة
دعوت الله
فوجدتني احني رأسي خجلا وانا اتخيل مشهدا عظيما والجبار يسألني عنهم وعني وعن أحلامي واهوائي وخرافات قلمي
آه قلمي
كتبت
نص طويل عريض لا ادعو فيه الى ثورة ولا اوقظ به همه ولا أندب حظ امة ولا اعزي قلب ام أو أنوح فوق مشهد جسد طفلة ممزق
ولكني كتبت كل شيء وأي شيء يشجب _ وبئست الكلمة _ كل حرف كتبته في عمري
ويشهد به علي أنني ما كتبت الا عجزا
بكل تفاوتات أي حقيقة وراء هذه الكلمة
وبالمعنى الحاسوبي الشائع _وفجاة _( هنجت ) أنا والجهاز
وضاع ما كتبت
فنظرت له بلا مبالاة وغادرت
وشعور خفي بالشماته حتى في هذا القلم
وشعور أكبر (بالبواخه ).... بواخة مشاعري وأسباب أحزاني وطموحي المهني ومعاناة أقداري
وبواخة كل من حولي
وكل ما أحياه
وبواخة الكلام
وأبوخ الكلام ما قيل بلا فائدة
او ما قيل لأننا فقط لا نجد شيئا نفعله الا قوله
هذه هي الحقيقة
فنحن حقيقة لا نملك الا ما يملكه حكامنا
أصوات أصوات أصوات
هم يرفعونها بالشجب والتنديد
ونحن نرفعها بالعويل
والبحر يسلم امره لربان فاشل يجيد فقط الموت كل الموت بأسماك القرش التي لا يستهويها الا لون الدم لكل أعجز امامها ومهما علا صراخه
فقد حل مصيره الا برحمة من الله
والله في سنته وحكمته قد سطر المصير ومفرداته
وخيرنا فاخترنا
ولما اخترنا غيره أصبحنا مسيرين
وفقدنا ارادة كل شيء
وأصبح الموت حياة لغيرنا
وأصبحنا موتا يمشي على الأرض كل صباح الى عمله او مدرسته او جامعته او موعد لقاء حبيبته
ثم نتساءل عن السعادة وكيف اننا لا نحياها برغم جهدنا المزعوم
والمشكلة
أن هذا صار نابعا من اعماقنا
فالقضية صارت اكبر من شعوب ممتهنة من حكوماتها تعيش ارهابها فتخشى حتى المحاولة
ولكن لنعترف
ان سوس ارهابهم نهش الضمائر والمصائر من عمق عمقها
حتى صرنا لا نختار الا ما اختير لنا بلا ارادة
لا .......بل بكامل ارادتنا الحالية
صنيعتهم التي لا تقل عبقرية عن قنابلهم الذكية
هي نصرهم الأكبر
وصمام امانهم مهما بغوا بنا او علينا
وموتنا المخزي المشين
ويا ليته كان كموت ذوي زينب في قانا
بدلا من هذه الميتة شديدة الخيبة و التناحه
والبواخه