الأحد، مايو ١٨، ٢٠٠٨

كِــتافْ النَّصيبْ




بَلع رِيقُــه
ودمّع دمْعتين تايهين ما بين صِدْقُــه وبين ضيقُه
وأنا جَمْبُه
ما بيني وبينُه شبرْ يا دوب ْ وكام سانتي ...!
وقاللَّي : المستحيل إِنتي !
ضحكْ
كشَّر
وِقع منِّي الكلام عَـ الأرض مليون حرف متكَــسر
لهف قلـبــُه بآهة خوفْ
وقال :حاسبي الكلام خَنْجَرْ
جرح إيدي
عيونُه الضيَّقَه تِقْدَرْ
تطيِّب جرح غالي الدَّم لو كان الكلام يـِقـْــدَرْ!


معاك منديل ؟
خالص هاتو
هَوارِبْ بيه بِيبـَان قلبي وألَملــِـم ضي كان أَخضَرْ
تَلاتَهْ فِــ حِسْبِتـَكْ.... تِخْسَرْ
يا تِبقو اتنين
يا نِبقا اتنين
وراحْ سائـِل : وِصِلْـنا لِـفينْ؟
رَميتْ دَمْـعي عَلَى الشـباكْ
ورَجْعِـة صوتُه بِتفكَّرني بالعمر إللِّي فاتو هناك
وصلنا خلاص .... يا دوب شارعين

سَرَح وادَّارى في التّنْهيدْ
وشُفت الفِكرَه جمب الفكره بتشَدُّه لحد بـِعيد
حرام ع الفَرْق في التّوْقيت
يـِقَرّبنا في مَعاد عدّا
وِيوْعِدْنا وِمَفيش مَواعيدْ!
سَأَلني :
طَبْ و كُنتَ أَقْدَرْ ؟ ؟
سَجَنْتْ الرَّدْ إيه يِسْوَى الكلامْ لوْ قُلْتُه مِتْأَخرْ
وحلـْم الليل ... يِموتْ بِاللِّيل
إِذا مَقْدِرْشي يِتْفَسَر
عليك ذنبي
على عُيونَك مَعَ وضوح النَّهار
ذنبي !
شافِتْني عنيك
وكان مُمْكِن تِشوف قلبي

وَجَعْتُه وٍرَجْفِةْ الفُرْقَه
بِتِدْبَحْ فيه
وبِيْخَبّي
وخُفْت عَليه
سِتارةْ رِمْشي سَرَقِتْني لِحَدْ عِنيه
وِضَمِتْني بِعذابْ: "حاضرْ
هَضُم فـِ كِبْرياءْ حُبِّك بِـطول الماضي والحاضر
وهَبْعِدْ... فيها إيه نِبْعِدْ
ما نِبْعِدْ
بَسْ مُشْ قادر !
لَوْ أَفْضَلْ في الطَّريق ليكي ؟
لَوْ أَوْصَلْ بيكي للآخِر
وليه يِبْقا احْتِمال قُرْبِكْ؟
وبُعْدِكْ يِبْقا ليه لازِم ؟"


عَذابْ قَلْبُه بِيِقْتِلْني
وساعاتْ الموت يِكونْ ناعم !
"يا كُلْ العُمْر فات الوَقْت هِيَّه الإسم عَـ الخاتم
وانا الذنب اِللِّي فِـ ضُلوعَـك
وانا التُوبَهْ فـِ ضُلوعْ نادِم
وانا حَرْف الأَلِفْ في نِهايِةْ الكِلْمَه
وِفِي القِسْمَه
مفيشْ لازِم !!
هَتِنْساني
وهَقْدَرْ عَـ الطَّريق بَعْدَك
دانا صَدَّقْني مِن أَبْعَدْ مَكان عنَّدَك"
صَرَخْ : إِنْتي؟ ؟
دا بِينَّا يا دُوبُه شِبْر وِنُصْ لَوْ زادْ يِبْقا كَام سانْتي ؟

مَنيش جَمْبَك
ومُشْ مُمْكِنْ هَكونْ جَمْبَكْ
أَنا الصُّوره اللِّي وِقْعِتْ من حَيطانْ قَلْبَكْ
وانا كُلّ اللّي بيه هَتْخون
وهَيْخونَكْ
عَشان حَبَّك
أنا همك
أنا جرحك
ْ.
.
.
.
!
كِدِبْتْ عَليه
عَشان شُفْتِ الهَوان عَلى قَلْبي بِيْعافـِرْ فِـ دَمْعِ عِـنيه

ومَتْعِبْتِشْ في تِصْديقُه
و بَلع رِيقُــه
وِصَدَّق كِدْبِتي وِعَلَّقْ عَلَى كِــتافْ النَّـصيبْ ضيقُـه
وِراحْ ماشي !!!





الجمعة، مايو ١٦، ٢٠٠٨

نــــون ....... و إهداء إلى بسمه ومنار


هل كنت حقا وقتها نائمة ؟ لست أدري !! كل ما أدركه أني كنت أتوسط صحبة وأرتجل شعرا عاميا شديد النعومه .. نعم النعومة هي الوصف الأدق لتلك الكلمات التي لا أذكرها ... ولكني أتذكر جيدا انها كانت حريرية الملمس وانا أغنيها بصوت ساحر.... – هو ليس صوتي الحقيقي قطعا _ كان حلما إذن ...حلم عذب .... أستيقظ منه شاعرة ان كل أجزائي مرهقة .... أستجدي من النوم ساعة أخرى ... وليس للنوم قلب طيب حين أتركه .... فيتركني ..... كوب اللبن الذي صار مفروضا علي ... يملأني بمذاقه .... ومذاقه معروف لدي منذ الفطام ... الأسوأ قطعا لولا أن قهرتني آلام معدتي بعد اعوام من القهوة والنسكافية والدعاية الطبية !!!... فنجان القهوة المسروق من تعليمات طبيبي... وأفكار تحاول به ان تترتب ... في يوم شديد الحرارة ... عبقري الازدحام ساعة بساعة لا تترك متكئا على ثانية هادئة من خريطة مملة ..... وسفرة أتمنى إلغاءها حين لا تفلح البدائل ... فتصبح مفروضة.
!!!!
أرتدي لها ملابسي بكل ألوان الضيق .... يتصاعد ضيقي ... فتدمع عيني وأشعر بفراغ موحش .... كل الهواتف ترن سويا .... أرد عليها تباعا فلا تزيدني إلا ارتدادا على الوحشة في وحدتي ..... وبوجه بللته دموع لا أستطيع حتى فهمها ... أتناول رواية كنت قد اشتريتها من معرض الكتاب ولم أقرأها .... ستستافر معي ... لعلي أأتنس بشخوص لا أعرفها .....
نون .... رواية للكاتبة سحر الموجي ..... ماذا تقصد بـــ ن ومن هي سحر الموجي ....؟ لم أكن أدري وقتها
....
صفحات تتلوها صفحات .... والسيارة تطوي بي طريقا صحراويا ليس فيه إلا الشمس والمتعبين .... !
وفي حجرتي في الفندق ... أرتب أشيائي سريعا ... أصلي ثم اتناول غذائي وانا أتم القراءة ...فلا أتناول إلا ما تبقى بعد نصف الرواية ... وفي الثالثة فجرا انتهيت من نون أخيرا
نون ... رواية رائعة بكل بساطة .... وانا التي ربيت على أقلام إحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جوده السحار ... فعشقت قراءة الرقي .... وصدمت شابة بما يسمى أدبا في زماننا ... وله نجوم_ لفيض عجبي _ وما هم إلا تجار في نظري لهموم الوطن وانهيار القيمة مختالون في ثياب هي الخرقة التي لا تستر للأدب عورة فعزفت عن الاستزاده منهم وتوقع أي شيء من قراءتهم

حتى كانت نون
ومع أفكارسحر الموجي .... أختلف كل الاختلاف في منطق التصالح مع النفس الذي تطرحه مرادفا للحرية المطلقة التي لا يقيدها دين او عرف أو أخلاق .... في حكايا ذات بداية سمحة لا تعرف الانتهاء، لصحبة من ثلاث نساء ورجل .... يعيشون في منطقة وسطى من الشخصية الاجتماعية .... ويعانون الحياة التي لا تعرف شيئا عن منتصف السلم .... فتغوص سحر بهم ... في لحظات الميلاد ... ثم ساعات الألم ... ثم سويعات الميلاد لفرح يقود إلى ألم .... تبدع سحر الموجي في تفسيره كسخاء من الحياة ... وحياة لا تنتهي
وسلسلة من الطرح الإبداعي لشخوص حية على أوراقها !!!
أمتعتني سحر الموجي .... بلغة أدبية من أرقى ما يكون وبتصوير غير خادش نسبيا _ في أجرأ مناطقه _ لوجدان أناس يدركون ان لهم وجدان ...
. نعم .... أختلف جدا مع نمط حياة يستحيل ان يكون حلا للنفوس المعذبة بانفلاته من كل سلاسلنا الذهبية .... ولكني أتفق مع وجود هؤلاء المرهقين بهذه الصورة
.... وبأخرى
ليست الرواية حكاية تشبهني ... لكني بنشوتها وعمق تحليلها الذي يمزج بين خيال سحري ومشهد واقعي
رأيت نفسي
رأيت نفسي في تشريحها المتقن لكثير من اللحظات الانسانية بكل ضعفها وجنونها ووحدتها وصدماتها بل وحماقتها في بعض الأحيان ... ثم إرادتها إلى ما تريد في أحيان أخرى... وتجاوز ما في الحياة بما في الحياة وما نريد .... ليس أكثر
.....
بضع كلمات تعبرني إليّ
على بعد بين عشرات الصفحات التي مضت سريعا
والآن أراني بهدوء
امرأة تجاوزت الثلاثين بعام .... تؤمن تماما بكل ما في الدين والعرف والاخلاق ... وتقـْدر على الحياة ، مستمتعة بالكثير من القيود ...! التي لا تعتبرها قيودا بهذا الإيمان الذي تحاول في اتجاهه ...
ولكنها لا تستطيع ان تنعزل عن الحياة إلى تلك القيود باعثة المتعة منها فقط ... !
أنا امراة لا تقدر عمدا ..... مقتنعة أن عدم مقدرتها هو الاعتدال ....!
ولا تتمنى _ في ذات الوقت _ ان تجنح إلى اكثر من حقها في الحرية .....! حيث الحرية كاملة في وجهة نظرها عند ما هي عليه ..... _ ولو بالجهد الجهيد _
ولا تـَعارض
نعم
أنا مصرة أن لا تـَعارض ....في هذا النتصف
ولو كره السعداء جميعا ً!!
وأظل لديهم .............
هؤلاء الذي يعتلون السلم خاشعين منحصرين في محراب ديني لا يعرف عن الدنيا إلا نهايتها .... وأولئك القابعين في نهاية نفس السلم ... حيث كل شيء مباح .... وليس للدنيا من آخرة .... ......
أنا لديهم _ هؤلاء وهؤلاء _... امرأة غير منطقية ....!
وبالتالي فلست موجودة إلا في زحامهم
أدرك الآن سبب وحدتي .... ثم وبعد ساعتين من نوم ممتع أتذكر أنني قد لا اكون وحيدة
.... ساعة استيقظت فجرا على وجهين في ذهني لامرأتين على منتصف ذات السلم ..... بسمة السكندرية .... ومنار الفلسطينة ..... وتجاوزت كل انواع اللياقة واتصلت بهما لأجد كلاهما مستيقظة .... تشعر بالوحدة ....وتضحك على جنونها الذي لا تملك فيه حيلة !
وتبكي قليلا !
فأخبرهما عن نون دون تفاصيل .... وأرتل معهما _ بسعاده _بضع كلمات عادية .... لكنها حريرية الملمس ,,, وأجد شركاء في منطقة لا احاول الخروج منها ,,,,, لانها وإن أرهقتني ...
فهي أنا ....

بكل بساطة
!