الجمعة، مايو ١٦، ٢٠٠٨

نــــون ....... و إهداء إلى بسمه ومنار


هل كنت حقا وقتها نائمة ؟ لست أدري !! كل ما أدركه أني كنت أتوسط صحبة وأرتجل شعرا عاميا شديد النعومه .. نعم النعومة هي الوصف الأدق لتلك الكلمات التي لا أذكرها ... ولكني أتذكر جيدا انها كانت حريرية الملمس وانا أغنيها بصوت ساحر.... – هو ليس صوتي الحقيقي قطعا _ كان حلما إذن ...حلم عذب .... أستيقظ منه شاعرة ان كل أجزائي مرهقة .... أستجدي من النوم ساعة أخرى ... وليس للنوم قلب طيب حين أتركه .... فيتركني ..... كوب اللبن الذي صار مفروضا علي ... يملأني بمذاقه .... ومذاقه معروف لدي منذ الفطام ... الأسوأ قطعا لولا أن قهرتني آلام معدتي بعد اعوام من القهوة والنسكافية والدعاية الطبية !!!... فنجان القهوة المسروق من تعليمات طبيبي... وأفكار تحاول به ان تترتب ... في يوم شديد الحرارة ... عبقري الازدحام ساعة بساعة لا تترك متكئا على ثانية هادئة من خريطة مملة ..... وسفرة أتمنى إلغاءها حين لا تفلح البدائل ... فتصبح مفروضة.
!!!!
أرتدي لها ملابسي بكل ألوان الضيق .... يتصاعد ضيقي ... فتدمع عيني وأشعر بفراغ موحش .... كل الهواتف ترن سويا .... أرد عليها تباعا فلا تزيدني إلا ارتدادا على الوحشة في وحدتي ..... وبوجه بللته دموع لا أستطيع حتى فهمها ... أتناول رواية كنت قد اشتريتها من معرض الكتاب ولم أقرأها .... ستستافر معي ... لعلي أأتنس بشخوص لا أعرفها .....
نون .... رواية للكاتبة سحر الموجي ..... ماذا تقصد بـــ ن ومن هي سحر الموجي ....؟ لم أكن أدري وقتها
....
صفحات تتلوها صفحات .... والسيارة تطوي بي طريقا صحراويا ليس فيه إلا الشمس والمتعبين .... !
وفي حجرتي في الفندق ... أرتب أشيائي سريعا ... أصلي ثم اتناول غذائي وانا أتم القراءة ...فلا أتناول إلا ما تبقى بعد نصف الرواية ... وفي الثالثة فجرا انتهيت من نون أخيرا
نون ... رواية رائعة بكل بساطة .... وانا التي ربيت على أقلام إحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الحميد جوده السحار ... فعشقت قراءة الرقي .... وصدمت شابة بما يسمى أدبا في زماننا ... وله نجوم_ لفيض عجبي _ وما هم إلا تجار في نظري لهموم الوطن وانهيار القيمة مختالون في ثياب هي الخرقة التي لا تستر للأدب عورة فعزفت عن الاستزاده منهم وتوقع أي شيء من قراءتهم

حتى كانت نون
ومع أفكارسحر الموجي .... أختلف كل الاختلاف في منطق التصالح مع النفس الذي تطرحه مرادفا للحرية المطلقة التي لا يقيدها دين او عرف أو أخلاق .... في حكايا ذات بداية سمحة لا تعرف الانتهاء، لصحبة من ثلاث نساء ورجل .... يعيشون في منطقة وسطى من الشخصية الاجتماعية .... ويعانون الحياة التي لا تعرف شيئا عن منتصف السلم .... فتغوص سحر بهم ... في لحظات الميلاد ... ثم ساعات الألم ... ثم سويعات الميلاد لفرح يقود إلى ألم .... تبدع سحر الموجي في تفسيره كسخاء من الحياة ... وحياة لا تنتهي
وسلسلة من الطرح الإبداعي لشخوص حية على أوراقها !!!
أمتعتني سحر الموجي .... بلغة أدبية من أرقى ما يكون وبتصوير غير خادش نسبيا _ في أجرأ مناطقه _ لوجدان أناس يدركون ان لهم وجدان ...
. نعم .... أختلف جدا مع نمط حياة يستحيل ان يكون حلا للنفوس المعذبة بانفلاته من كل سلاسلنا الذهبية .... ولكني أتفق مع وجود هؤلاء المرهقين بهذه الصورة
.... وبأخرى
ليست الرواية حكاية تشبهني ... لكني بنشوتها وعمق تحليلها الذي يمزج بين خيال سحري ومشهد واقعي
رأيت نفسي
رأيت نفسي في تشريحها المتقن لكثير من اللحظات الانسانية بكل ضعفها وجنونها ووحدتها وصدماتها بل وحماقتها في بعض الأحيان ... ثم إرادتها إلى ما تريد في أحيان أخرى... وتجاوز ما في الحياة بما في الحياة وما نريد .... ليس أكثر
.....
بضع كلمات تعبرني إليّ
على بعد بين عشرات الصفحات التي مضت سريعا
والآن أراني بهدوء
امرأة تجاوزت الثلاثين بعام .... تؤمن تماما بكل ما في الدين والعرف والاخلاق ... وتقـْدر على الحياة ، مستمتعة بالكثير من القيود ...! التي لا تعتبرها قيودا بهذا الإيمان الذي تحاول في اتجاهه ...
ولكنها لا تستطيع ان تنعزل عن الحياة إلى تلك القيود باعثة المتعة منها فقط ... !
أنا امراة لا تقدر عمدا ..... مقتنعة أن عدم مقدرتها هو الاعتدال ....!
ولا تتمنى _ في ذات الوقت _ ان تجنح إلى اكثر من حقها في الحرية .....! حيث الحرية كاملة في وجهة نظرها عند ما هي عليه ..... _ ولو بالجهد الجهيد _
ولا تـَعارض
نعم
أنا مصرة أن لا تـَعارض ....في هذا النتصف
ولو كره السعداء جميعا ً!!
وأظل لديهم .............
هؤلاء الذي يعتلون السلم خاشعين منحصرين في محراب ديني لا يعرف عن الدنيا إلا نهايتها .... وأولئك القابعين في نهاية نفس السلم ... حيث كل شيء مباح .... وليس للدنيا من آخرة .... ......
أنا لديهم _ هؤلاء وهؤلاء _... امرأة غير منطقية ....!
وبالتالي فلست موجودة إلا في زحامهم
أدرك الآن سبب وحدتي .... ثم وبعد ساعتين من نوم ممتع أتذكر أنني قد لا اكون وحيدة
.... ساعة استيقظت فجرا على وجهين في ذهني لامرأتين على منتصف ذات السلم ..... بسمة السكندرية .... ومنار الفلسطينة ..... وتجاوزت كل انواع اللياقة واتصلت بهما لأجد كلاهما مستيقظة .... تشعر بالوحدة ....وتضحك على جنونها الذي لا تملك فيه حيلة !
وتبكي قليلا !
فأخبرهما عن نون دون تفاصيل .... وأرتل معهما _ بسعاده _بضع كلمات عادية .... لكنها حريرية الملمس ,,, وأجد شركاء في منطقة لا احاول الخروج منها ,,,,, لانها وإن أرهقتني ...
فهي أنا ....

بكل بساطة
!

هناك ٩ تعليقات:

غير معرف يقول...

فعلا لما كلمتيني بعد أذان الفجر بقليل كنت صاحيه ولم أنم ليلتها ... كعادتنا نحس ببعض في أقسي لحظاتنا وأصعبها علينا
وبالفعل بدأت في الروايه كما وعدتك وأري نفسي كما وعدتيني من أول صفحه
ولكن الفارق أني لست ماعت ربه الحق والعدل أعلم أني نوت ربه السماء بمطرها ورعدها ونجومها ... تلك التي تحيط الأرض بجسدها وتظلها بظلها وتسقيها بمطرها وتملا النيل بالماء ... وبنجومها التي تضئ الأرض لمن يرفع عينيه لأعلي فيراها
طبعا أنتي عارفه أنه مش غرور ... وعارفه مين الروح اللي بتسمعك وبتكلمك من غير صوت
إلا ماعندكيش عريس؟؟
هههههه
بحبك جدااا وشكرا اني في قلبك طول الوقت

رشا عبد الرازق يقول...

طب إزاي ؟ هجيب منين عريس لواحده تعرف ماعت وسخمت ونوت وحتحور ؟ مهو العيب فينا بردو يا بسمه !!!
إذن
هي الروح تسكنك لتسمعني بغير صوت ... وتتم حديثي إن صمت خوفا أو احتياجا . ليس غرورا يا صديقتي .... فلسنا آلهة .... ولسنا بالضرورة عبيدا ...! كده زي الفل
وربنا المستعان
أنا كمان بحبك على فكرة
صباحك نون :)

ريحانة يقول...

رغم متابعتى المنتظمة جدا للبلوج بتاعك يافندم
الا انى اول مرة افكر اسيب تعليق
عايزة اقولك ان اسلوبك انتى فى وصف الرواية يخلى اى حد يقرر انه يقراها فورراااااا

اكيد ان شاء الله حاقرأ الرواية

وتسلملك الموهبة


تقبلى مرور مرتبك
تسلمى:)

رشا عبد الرازق يقول...

خلاص يا ريحانه
أدور على سحر الموجي وأطلب منها نسبة أو بدل دعاية :)

سلمت عزيزتي
وشكراذن لنون التي شجعتك لتشرفيني بتعليق يعلمني بمتابعتك لمدونتي المتواضعة
سعدتُ بك
سلمتِ منك كل سوء :) خالص تحياتي

Moonystar يقول...

انا كمان بدأت قراءة نون الساعة 8 بليل معرفتش انام الا بعد انتهائها ..لا تتخيلي احساسي دلوقتي بقراءة كلماتكم دي
مش لوحدي يعني انا مجنونة ..:) كويس كويس
اتمنى نتعارف قريب ولو ان اسمك مش غريب عليا
دارية ... ها افتكرتي ؟

رشا عبد الرازق يقول...

إيمان
لأ طبعا مش لوحدك
بس الفكرة أننا كثر متباعدين

المهم ... أنني أعرف أكثر من إيمان فهل انت احداهن ؟
دارية ؟
كل ما أعرفه عن هذا الاسم انه اسم رواية سابقة لسحر الموجي اشتريتها منذ أيام من معرض الكتاب وهي رفيقة قطاري الذي يتحرك بعد ساعة من الآن!
بعض الصدف تبدو موحية يا عزيزتي !

Moonystar يقول...

تروحي بالسلامة ...
إلتقينا في منتدى أبناء مصر كثير
وكنت بإسم دارية
عموما مش مهم اللى فات
المهم أحب أقولك ان كتاباتك أكثر ما أحب فيها إنها مش مجرد كتابات أنثوية مليئة بالعواطف والهستريا وو .. (اه زي ما واضح انا نسائية زيادة عن اللزوم ومتعصبة جدا للجنس الناعم :) وبانبسط كتير اما الاقي حد زيك )
و اه من الصدف .. خصوصا اما تكون أكتر من صدفة
أحب نبقى أصحاب فعلا
دمتى بكل خير ..
وشكرا كتير بجد على كتاباتك ..مقدرش أقول شكرا ليه بالتحديد بس أدينلك بالشكر ..
بالتوفيق دايمالكل خير
إني أحبك في الله

Moonystar يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
رشا عبد الرازق يقول...

ايمان
أحبك الذي أحببتني فيه!
وانه لمما يخجلني دوما هو ذاكرتي السخيفة التي تجيد اسقاط الأسماء والأرقام أيضا بشكل مأساوي ودائم :(
اغفري لي إذن
واقبلي مني سعادتي بمشاعرك الطيبة والتي تطرحينها من منطقة القلم الذي أحبه أكثر مهما تباعدنا لبعض جنونه وجنوني

المرأة_ في نظري _ هي المخلوق الأجمل لله هذا ما أدركه وأؤمن به جدا حتى لو ادى الى ان اكون مثلك هيسترية الادراك من حين لآخر
صحبتك تسعدني
ورب صدفة و(دارية ) خلف من ألف ميعاد و( منتدى ) :)

أصدق التحايا :)