السبت، فبراير ٠٧، ٢٠٠٩

رائحة الكتب في جريدة العربي وجريدة الشروق

جريدة العربي




جريدة الشروق





"مهوّ يا رشا فيها حاجه غلط يا احنا اللي غلط !"


هكذا علق زوج شقيقتي العزيز في غيابي وعن غيابي لايام ثلاث في قاهرة المعز امضيت جل الوقت فيها أقتنص المتعة الكبرى في معرض القاهرة الدولي للكتاب


وعند عودتي قالت لي صديقتي وفي عينيها نظرة خبيثة :

" عنيكي بتلمع يا بت ..... هو انتي قابلتي مين هناك ؟ "

هم لا يعلمون
فالقصة ليست ثقافة نادرة
فما اكثر المثقفين .... بل وأين انا في زحامهم ؟

وليست تميزا في حد ذاتها
فالتميز منظومة أشمل من مجموعة كتب أقتنيها بتلذذ وأقرأها بنهم !

وليست تأثير الحصول على اجازة لأول مرة منذ فترة طويلة
فهاتفي العزيز لم يتوقف عن الرنين من أهل العمل وصحبته طوال الأيام الثلاث بشكل مستفز !

القصة أنني أحب ان أفعل هذا
أحب ان أذهب في الصباح الباكر _ منفردة _ الى معرض الكتاب
فاحتسي القهوة اولا
ثم أبدا جولة أحفظ ترتيبها بدقة التكرار لست سنوات متتالية ولا أتوقف إلا لاحتساء المزيد من القهوة أو لشيء من الطعام وتأمل الزحام المصري أثناء ذلك
وقد يلحظ المحيطين وجها مبتسما ومترنما احينا بلا داع !


وتزداد المتعة اذا ما انتصف النهار بلقاء صديق او مجموعة من الأصدقاء بعد طول غياب لا تنجح زياراتي المتكررة _ بحكم العمل _ للقاهرة في كسر حدته بلقائهم أخيرا


وينتهي اليوم
اما لانتهاء قدماي تقريبا او لنفاذ نقودي التي معي
نعم احب كل هذا بكل تفاصيله
فكيف لا تلمع العينان حين نفعل شيئا نحبه !!؟


كانت اول مرة ذهبت فيها الى معرض للكتاب
منذ سنوات طويلة
ممممم 26 سنه !؟؟؟


نعم
كنت في السادسة من عمري
معرض إكسبو الشارقة _ الامارات _


أذكر جيدا كيف كان أبي رحمه الله يمسك بيدي بقوة وانا ألهث وراء خطواته الواسعة و( أشب ) بقدمي الصغيرة كلما توقف لأرى ماذا يفعل وإلى أي شيء ينظر!
أذكر جيدا نظّارته فوق عينين واسعتين شديدتي التركيز
أذكر جيدا وحي القلم وسلسلة المعرفة وفقه السنة ومجموعات احسان عبد القدوس وعبد الحميد جودة السحار والكثير الكثير من الكتب التي كانت تملأ منزلنا !
وفي كل عام
كانت لي معه نفس الرحلة


وفي التاسعة من عمري أضيفت الى مكتبتنا المنزلية قصص تختخ التي كانت تخصني بالطبع
وبعدها بعام حصلت داخل معرض الكتاب على اول هدية من أبي
قصص السندباد في ستة اجزاء
أذكر فرحتي وقتها
شعرت أنني لم اعد طفلة
أصبحت املك أكثر من تختخ !!!


أذكر كل هذا وما تلاه من نهم في قراءة كل شيء وأي شيء قبل ان تتشكل ميولي الخاصة تدريجيا
لم اتعلم فقط حب امتلاك الكتب ومتعة قراءتها !
بل تعلقت برائحة الكتب !
نعم
تلك الرائحة التي تشعرني بنشوة غريبة ولذة مفرطة تصل بي الى قمة السعادة والتي يكمن جمالها في انها بدون سبب واضح


بمعنى أنك سعيد ومستمتع ( وخلاص !)

وبصرف النظر عن متاعب الجيوب الانفية المصاحب بالطبع

وبالاضافة الى متعة ان تختلس ارتكاب قصيدة في جروبي وسط البلد من خلف زجاج شتائي طالما انتظرته ولم يكن ينقصه سوى بعض المطر

وبالالتفات الى لقاء الأصدقاء المشتاقة لهم في طقس لا تعكره الشمس .

وباستثمار أن تتجول ماشيا في شوارع مصر الجديدة ، تلك العادة التي بدأت مصادفة ضللت فيها طريقي لتتحول إلى لازمة تزوالني ولا أتعلم منها ألا أضل طريقي في المرة القادمة أبدا وينقذني سائق أو عابر بقوله أن " الفندق في الشارع اللي وراكي .....!"

وبالنظر إلى روعة التعرف على بعض البسطاء من عمال الفندق ممن يحتاج الحديث عنهم _وعن ذروة الحكمة الفطرية الصادقة الخارجة بلا ترتيب منهم _ إلى تدوينة أخرى لعلها قريبة .

وباستنشاق الجمال في وجهة طفلة غريبة راقبتها والتاكسي يعبر بي لاول مرة منطقة الوايلي _ كما علمت من السائق في طريقي عائدة إلى محطة مصر _تستدفيء بنار ما تشويه وكراسة متواضعة تحل فيها شيئا مدرسيا بجانبها !

وبتتويج كل ذلك بجلسة نادرة مع صديق موسمي الحضور لمواسم تتخفى على لمحة من وجهي وشيء من ضعفي وجنون عقلي .... ينهمر فجأة لارتوائي !

نعم
بتوفيق الله
كانت أجازة طيبة !



هناك ٢٣ تعليقًا:

غير معرف يقول...

نعم هناك مثقفين فى مصر وما اكثرهم وخاصة فى القاهرة _للطبيعة الثقافية التى تتميز بها العاصمة_لكن على النقيض فغير المثقفين اكثر كثافة من المثقفين وخاصة فى الاقاليم وللاسف تكون النظرة للمثقف على انه شئ شاذ...اتمنى ان يكون شعب مصر كله يمتلك قدرا من الثقافة..

bluestone يقول...

نشوة الكتب فعلا يا رشا ..
ولازم عينيكي تلمع
لما روحت للبيت بعد اول زيارة للمعرض ماما مكانتش فاهمة انا ليه في حالة من النشوة والسعادة غير المبررة .. حاولت ان اشرح ..حاجة كده عاملة زي ما تكوني اخدتي طفل صغير لديزني لاند :)

ده كان احساسي ..
لازم العين تلمع .. يمكن غريب على بعض الناس
لكن المفروض ان الانسان يعمل كل حاجة في حياته بنشوة وإقبال
او
passion
مش لاقية الكلمة العربي المناسبة :(
هو فعل حب من الدرجة الاولى

انا كما رائحة الكتب لديها تاريخ لدي .. مرتبطة بالنسبة بالدفء وحضن جدتي وحكاياتها واوراق جدي الصفراء من الصحف النادرة التي مازلت احتفظ بها حتى الآن من ميراث تركه لي

وفوق كل ده
احنا اتقابلنا يا بنتي بعد طووووووووول غياب
وعندي الدليل ;)

r يقول...

لم اتعلم فقط حب امتلاك الكتب ومتعة قراءتها !
بل تعلقت برائحة الكتب

--------------
دا يا رشا تمام هو سر تعلقى بمعرض الكتاب حب امتلاك كتاب بكل ما فيه
واعاده قراءته
رائحته
لا يعرف معنى هذه الكلمات الا من هم مثللى ومثللم يمتلكون تللك الحاسه

انا بستمتع بردوا بزياره معرض الكتاب
ولوحدى
بس السنه دى نزلته مرتين وقفى كل مره كانت صحبه احد اقاربى ممتعه ايضا
معرض الكتاب فيه جمال انك تنزلى القاهره مخصوص علشان تزوريه
وتتجولى فيه-- دى تانى سنه على التوالى ليا
معرفش كنت فين او هو كان فين قبل كدا لانى ما كنت بنزل مصر او القاهره غير فى الصيف

ولكن من السنه الماضيه وهى رحله سنويه ليا بردوا مع اجازه من الشغل
وراحه جميله بجو القاهره اللى كان شديد الفء السنه دى

لو قريتى كتاب معين وعجبك اوى
لازم تقولى على اسمه

عجبنى اوى البوست دا لانه فكرنى باحلى ايام قضيتها الاسبوع الماضى فى القاهره

دمتى بخير

رشا عبد الرازق يقول...

شكرا لك سمير المصري
وأشاطرك التمني وعسى ذات يوم ان تكون ثقافة المثقف حقيقية فاعلة وممارسة فعلياً
شكرا لحضورك وخالص تحياتي :)

رشا عبد الرازق يقول...

اهلا اهلا أهلا
هتبتدي تمسك علينا بقا الأدلة
بالمناسبة صحيح
الدليل اللي معايا طلعت حلوة خالص وهبعتهالك
بس انتي شاطرة وهتخلي الطبق مستور !!!!!!!

عارفه يا ماريان
لو بصيتي على كلامك اللي كتبتيه
هتلاقي عادي اوي انه مينفعش منتقابلش
وطبيعي جدا نتجنن سوا لما نتقابل
ومتوقع جدا نعتبر دقائق لقاءنا لحظة فرحة حقيقية ولها قيمة

مش عشان أبويه وجدتك بالتحديد
ده عشان الكلمة العربي اللي انتي مش لاقياها دي لما تتحس بجد
واللا ايه ؟ :)

رشا عبد الرازق يقول...

حاليا انا أقرأ في (داريه) لسحر الموجي وحين انتهي سأخبرك
ولكن من كتب العام السابق ان لم تكوني قد قرأت (نون) لنفس الكاتبة فعليك بها
واظن ان ديوان (كليك شمال) لعادل سلامه سيعجبك ان كنت تحبين الشعر

بسنت
التشارك في حب الأشياء والاحساس بقيمتها ومتعتها لهو صداقة من نوع آخر
وقد يجمع الورق البعض
وقد تجمع رائحته البعض الآخر

كل حرف كتبتيه حمل لي هذا المعنى الرقيق

سعيدة بنجاح اجازتك القصيرة واتمنى لك ولي ان تتوالى دوما

وسعيدة اكثر بتواجدك الرقيق هنا

شكرا لكِ :)

Ahmed Othman يقول...

ا/ رشا
ما أجمل عنوانك
فقد انتزعني من محيط الملل
الى منطقة نفوذي
الكتب
ربما نشتركبنفس التعلق بالكتب
نتقاسم عطرها
و نفس المحفز
فوالدي الكريم
صاحب فضل عظيم علي
في عشق الكتب
و كجزاء سنمار
كان يعاني من تلذذي بالسطو على مكتبته الخاصة
فالكتاب يا سيدتي
له نداء الأعماق
و من ذا يتخلف

تحياتي

مخبر قمل دولة يقول...

الف مبروك يا استاذة
ربنا يديمها عليكي نعمة
انا كمان بموت في القراسة ومعرض الكتاب
بس للاسف مش بعرف اروحه الا يوم كل سنة
في الفترة الحالية على الاقل
وربنا يسهل بعد كده ونبلط فيه من اوله لآخره ان شاء الله :D

رشا عبد الرازق يقول...

يا للتعليق الراقي د. احمد عثمان
نعم
من ذا يتخلف ؟
اتعلم

في بعض هنيهات الخيال اتمنى لغة للحياة تشبه هذه

ولكنها هنيهات

وحياة

شكرا لك

ولمكتبة والدك :)

رشا عبد الرازق يقول...

مخبر قمل دولة

ان شاء الله

معرض الكتاب زي كل الحاجات الحلوة تيجي أوام وتعدي أوام وربنا يزود نصيبك ونصيبنا منه ان شاء الله

تحياتي واهلا بك :)

Unknown يقول...

من هو رجل المواسم يا تري

غير معرف يقول...

سؤال لو ممكن
هو ليه معظم المثقفين اللي بيعلقو هنا
بيختارو انهم يكتبو باللغة العربية الفصحية و الفاظ شاذة و غريبة

هل السبب انهم يظهرو انهم مثقفين و افضل من غيرهم
ولا السبب ان الفاظ اللغة العامية او الالفاظ اللي بيستخدمها العامة حقيرة

رشا عبد الرازق يقول...

ألعاب بنات

لكِ ان تردي باللغة التي تناسبك وليس لأحد ان يختار لك

كما لضيوفي الكرام حقهم في اختيار المفردات التي تعجبهم باللغة التي تناسبهم

اما الأفضلية فيحددها الأسلوب الراقي الخلوق الذي لا ينتهك حق أحد

أتمنى أن اكون قد اجبتك :)

بالمناسبة

لاحظت أنك لم تعلقي على الموضوع ( رائحة الكتب ) !!!!!

رشا عبد الرازق يقول...

صديقي موسمي الحضور يا عيسى ...!

ونحن الآن خارج موسمه ... فكيف لي ان أعْرفه أو أعَرِّف به :)

شكرا لتشريفك مدونتي لاول مرة يا عزيزي :)

عــلي ابراهـــيم يقول...

الاخت الاستاذه / رشا عبد الرازق
علي ريح الكتب والاوراق
اذكرك ان جريدة العربي المصريه غدا الاحد بها موضوع معرض الكتاب من مدونتك في صفحه خاصه بالمدونات
ارجوا متابعتها
مع خالص الود

أحمد خفاجي يقول...

أول مره أدخل مدونتكم
ساعود مرارا
وشكرا علي أغنية فيروز الرائعه
تحياتي

لجين أبو الدهب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الحبيبة رشا ..

رائحة الكتب من الروائح المميزة جدا ..

أجد بها عبق الماضى وأحداث الحاضر ونظرة بها الكثير من التفاؤل للمستقبل ..

دائما ما كنت أغبط من كانوا يذهبون امعرض الكتاب لانه كان فى القاهرة وهى بعيدة عن مدينتى ..

إلى أن أقاموه السنة الماضية فى مدينتى وكنت فى غاية فرحتى فلقد وجدت بها ضلتى ..

ووجدت الكثير من الكتب التى كنت ابحث عنها ..

وقدر الله هذا العام أن أبتعد واكون فى قارة غيلا قارتى ..

لكن أشعر بهذا الروح كثيرا عندما يتحدث اى احد عن ذهابه لمعرض الكتاب ..

استمتعت بالمقال كثيرا ..

وأفرح كثيرا انى وجدت مدونتك غاليتى ..

لا اعلم اذا كنتِ ستذكريننى أم لا ..

أنا (( ران )) من هريدى ..

دُمتِ بخير ..

رشا عبد الرازق يقول...

علي ابراهيم
شكرا جزيلا على هذه اللفتة الطيبة جدا
أسعدتني حقا
وأسعدني أيضا ان تعليقك هنا منحني فرصة رؤية المقال منشورا بهذا الشكل المميز بالجريدة في آخر نسخة لحقتها قبل انتهاء نهار أمس
شكرا مرة أخرى
وانت نورتني :)

رشا عبد الرازق يقول...

دافئة هي القراءة
كما كلماتك لجين
اعادك الله سالمة ومتعك بأيامك في أي مكان يا رب
ومثلك انا
لمعرض الكتاب _ وأشياء أخرى قليلة _ أتمنى لبعض الوقت ان اكون ممن يقيمون بالقاهرة ولكني أعود ردا على نفسي: ربما كان احساسي بما أقتقده وقتها سيكون اعتياديا يخسر متعة الشوق والوصول !
خير
:) ران اسم مميز أذكر وجهه

تحياتي لك ويسعدني دوام تواصلك :)

رشا عبد الرازق يقول...

أحمد خفاجي
شكرا لفيروز انها فيروز
وشكرا لمرورك هنا
وزيارتك منتـَظـَرةان شاء الله
فأهلا وسهلا :)

Moony star يقول...

انا بحب أقرأ البلوج بتاعك
مش بس كتير بالاقي أشعار أكثر من رائعة لازم أحتفظ بيها ..
لا باحس ان مش لوحدي واني طبيعية :)
انا كمان رحت معرض الكتاب كأني رايحة ...لا معرض الكتاب لوحده مالوش تشبيه

ممكن الواحد يقول انا كنت رايحة المكان الفلاني مبسوطة كأني رايحة معرض الكتاب !!
كلماتك لخصت إحساس ناس كتير .. اوك مش كتير اوي :)
بالتوفيق يا رشا دايما .

غير معرف يقول...

نشوة الكتب !! سبحان الله.. من أجمل ما في عالم التدوين انه بيكشف قد ايه في ناس بتشترك مع الواحد في حاجات كان يخاف يقولها للناس فيفتكروه مجنون!! تسلم ايديك يا رشا .. حقيقي سردك جميل جدا.. وحبك للكتب أجمل :)

رشا عبد الرازق يقول...

Moony star

لا يا جميل

انتي طبيعية وانا طبيعيه وعاديين جدا كمان
والعادي ميزه ونعمه وفضل من ربنا

بس خلينا نقول ان الناس العادية مش سهل بردو تتقابل الا لما حد يقول على شيء حاسس بيه
فتلاقي حد تاني بيقول ببساطة
وانا كمان ده !
فنتقابل
يمكن ساعاتها ده اللي بيبقا احلى من العادي

شكرا لك ولاطرائك اشعاري الرقيق
وطبعا ألف اهلا بك